هيوا الداودي
هيوا الداوودي
منذ 4 أيام

بعد أن تعالت أصوات نشاز هنا وهناك في الانتخابات الفائتة صادرة من مستفيدين من الأحزاب ومن جيل الحقد الطائفي الذي زُرِع بعد السقوط، وجِّهت سهامهم نحو تركمان كركوك… دعوني أتحدث بصدق، بلسان من عاش طفولته وشبابه بين أبناء هذا المكوّن الأصيل، بين أصدقائي وأهلي التركمان في كركوك.

 

كركوك كانت وستبقى لوحة متعددة الألوان، لكن اللون التركماني فيها ليس مجرد لون… بل روح، لطالما عُرِف التركمان برقيّهم، بثقافتهم، بتحضّرهم، وبذلك الخيط الناعم الذي يربطهم بالعلم والأدب والفن أكثر من أي مكوّن آخر في العراق.

 

ولأهل كركوك الحقيقيين أسأل:
من منكم لم يتعلم على يد أرقى وأفضل المعلمين التركمان؟ ألم يكن معلمونا الذين نعتز بهم من القومية التركمانية؟
من منكم لم يطرق باب طبيب تركماني، أو لم يُشفَ على يد خيرة أطباء كركوك أمثال الدكتور يلدرم؟


من منكم لم يتذوق ألذ الأكلات التركمانية، التي كانت ولا تزال جزءاً من ذاكرة كركوك الجميلة؟
 

من منكم لم يعش معنى الحياة في سوق كركوك الكبير، في أزقة المصلى الضيقة التي تحمل نبض التاريخ؟


من منكم لا يعرف العوائل التركمانية العريقة التي بنت كركوك بأناملها، مثل عائلة الصرّاف والجادرجي والباجه‌جي والقهوة‌جي وغيرها؟


ومن منكم لم يهتز قلبه قبل جسده على أنغام الموسيقى التركمانية في الأعراس والمناسبات؟

 

أما جمال بنات التركمان ورقّتهن وحياءهن، وأناقة رجالهم وهدوؤهم، فهي حكاية أخرى تكفي وحدها لتعرف ماذا أضاف التركمان إلى كركوك… روح، ذوق، ورونق.

 

أقولها بصدق: بصمتهم هي التي جعلت كركوك أجمل مدن العراق. لولاهم لكانت مدينة عادية بلا روح ولا نكهة. وأنا ممتن أنني كبرت وتربيت ودرست بين أيدي أفضل وأرقى المعلمين والمدرسين التركمان. ذكراهم تبقى خالدة في قلبي، وفضْلهم لا يُنسى.

 

التركمان… ليسوا مكوّناً فحسب، بل نبض حضاري، وملح الأرض، وسر من أسرار جمال كركوك.