برزان شيخ عثمان
منذ 7 أشهر
لم يكن يوم الاربعاء السادس من شهر ابريل /نيسان من عامِ ٢٠٠٥ يوماً عادياً ،بل كان يوماً تاريخياً حيث سجل في هذا اليوم حدث عظيم و ملفت للنظر في تأريخ العراق المعاصر، ألا و هو انتخاب الرئيس مام جلال في اول جمعية وطنية منتخبة (البرلمان) في تأريخ العراق إذا لم نقل في المنطقة ككل . و خلال السنوات السبع من فترتي الرئاسة تمكن فخامته ان يحقق الكثير للعراق و شعبه.
و لم يدخر وسعاً من اجل ايصال العراق الى بر الامان ، لذلك نال شرف لقب صمام الأمان من قِبَل المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله).
بعد إنتهاء الولاية الثانية لرئاسة الرئيس مامجلال عام ٢٠١٤ ،أُنتخِب الدكتور فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية العراقية . و في أحد اللقاءات مع وفد من عشائر الجنوب و فرات ألأوسط، تحدث رئيس الوفد عن الدور المحوري للرئيس الطالباني في العملية السياسية و طلب من الرئيس معصوم ان يؤدي الدور نفسه و ان يكون مثله .
وقال الرئيس معصوم ” نعم نحتذي نهج و خطوات مام جلال ، لكن ان نكون مثله هذا امر ليس بالسهل ، (مبتسماً)لا تحملوا هذا العبء على كاهلي لان لا انا و لا غيري يستطيع ان يكون مام جلال آخر “. نعم ،لا يشهد العراق و المنطقة قائدا و رمزاً آخراً للديمقراطية و حقوق الانسان و رئيساً مثل الرئيس مامجلال من حيث :- القيادة ،الرئاسة، الحنكة الدبلوماسية و السياسية ،المسامحة و وِسعة الصدر. ولا يشهد العراق رئيسا مثله للحفاظ على التوازن و التعايش السلمي بين المكونات شعبٍ واحد و المدافع القوي للحريات العامة و حرية التعبير بالاخص حرية الصحافة .
مامجلال عندما أُنيطَ به منصب الرئاسة قال ألبس العباءة العراقية لكي أجمع كل العراقيين في ظلها دون التميز . كما نعرف جميعاً ان النظام السياسي في العراق نظام برلماني و ليس الرئاسي و منصب رئيس الجمهورية في الدستور العراقي منصب تشريفاتي، لكن الرئيس مامجلال من خلال موقعه النضالي و التأريخي و الدبلوماسي و الإجتماعي بين ابناء شعبه و االقادة السياسيين في العراق و المنطقة و العالم ،اعطى لهذاالمنصب دورا مهما و نشيطا لحسم كافة القضايا .
مثلما قال الرئيس مسعود بارزاني ” ان رحيل قائد كـ مام جلال خسارة كبيرة لشعبنا ولايمكن تعويضه بسهولة”. و كذلك القائد الراحل و رفيق دربه الاستاذ نوشيروان مصطفى قال خلال احدى لقاءاته مع الرئيس طالباني في عام ٢٠١٦ ” لما كنتم في بغداد كان قد تجمع كل الاطراف و كنت تتحدث نيابةً عنّا جميعاً ،لكن الآن ليس من يجمع خطابنا و خطاب العراقيين ايضاً”
و قال الرئيس نيجيرفان بارزاني في حينه ” ان الرئيس مامجلال اعطى للكرسي الرئاسي ميزة عالية و مكانة قوية “.
و رغم كل الاختلافات و الخلافات بين الأطراف السياسية لكن كان هناك إجماعاً على مامجلال و سيادته كان حاضنة الجميع، و كان فخامته مُلكُ جميع العراقيين حيث يدافع عن حقوق التركمان و العرب الأصليين في كركوك مثلما يدافع عن حقوق الكرد و يدافع عن الشيعة و السنة و المسيحيين و الإزديين على حد سواء .
و كان مامجلال تمكن ان يجعل للعراق عاملا للإستقرار في المنطقة و عدم السماح ان تكون ساحة لتصفية الحسابات داخلياً كانت أم إقليمية أو دولية،و كان حريصا على عدم إنتهاك الدستور من قبل اي طرف و الفئات السياسية و حريص على ان ينظر الجميع ان الدستور ينص على الحقوق و الواجبات و ليس بشكل إنتقائي،و كان يسهر بشدة على حماية و صيانة الدستور العراقي لذلك يتدخل لمنع اية إنتهاكات تحدث ..
و كان الرئيس مامجلال خارطة طريق قوية للتوطيد العلاقات و أحياء كافة العلاقات الإقليمية و الدولية و تشجيع الاستثمار الاجنبي في كافةالقطاعات الحيوية لإنتعاش الاقتصاد العراقي و فعلاً في عهد الرئيس مامجلال كان هناك الحركة التجارية و الاقتصادية و إنتعاشا ملحوظا للمعيشة و الرفاهية في البلد .نعم لن يحدث في العراق و المنطقة و العالم ان تظهر شخصية قوية مثل سيادته و لا يتكرر مرة أخرى ،لكننا نعلق آمالنا بان يحذوا ساسة العراق الحاليين حذو مامجلال و الاستفادة من سياساته و ممارسة قيادته حيث كان دوماً يرفض الحقد و الكراهيه و ينبذ روح الإنتقام في إدارة الصراعات و الاختلافات و التحلي بالحكمة و التسامح و الصبر الثوري و السياسي و ان يكون هموم جميع الساسة مثل هموم مامجلال لخدمة الشعب و الوطن و مكافحة الفساد . و يعلق جماهير شعبنا في اقليم كردستان العراق ايضاً ان يستنتج القادة في كردستان درساً من ممارسة السياسة في شتى المجالات و ان يجعلوا هذه المناسبة التأريخية فرصةً من المراجعة من اجل المصالحة الوطتية و وضع حدٍ ل لكل هذه المظاهر السيئة من التفرقة و التشتت و الحقد و الكراهية و التعنت و التي تعاني منها شعبنا و تشعر من خلالها كوماً من المآسي و البؤس و عدم الاطمئنان من المستقبل.
* السكرتير الصحافي الاسبق للرئيس مامجلال