برنةو
Plus4
منذ سنة

 

قبل 20 عاما وفي 23 اذار 2003 عرض التلفزيون العراقي، صور مروحية حربية أميركية من طراز أباتشي أسقطت قرب مدينة كربلاء على بعد 110 كلم جنوب غربي العاصمة بغداد. 

وظهرت في الصور التلفزيونية خوذتان لكن لم تظهر أي مؤشرات أخرى عن مصير قائدي الطائرة.

وقال التلفزيون إن فلاحا كبيرا في السن يدعى (علي عبيد منكاش) أسقط الطائرة ببندقية قديمة من نوع برنو تشيكية الصنع، وظهر في صور، وهو يقف إلى جانبها حاملا بندقيته القديمة.

منكاش كان يقطن قريتة نائية في منطقة طويرج التي تبعد عن بغداد 110 كيلومترات باتجاه الجنوب، فقال في اول مقابلة له بعد سقوط الطائرة النظام: «يابه انا لم اسقط لا اباتشي ولا غيره، وكل الذي حصل انني توجهت الى الحقل كعادتي كل صباح، وفوجئت بالطائرة جاثمة على ارضي، واخذت افرك في عيني للتأكد من ان ما اشاهده حقيقة ام خيال، وعندما ادركت انها الحقيقة بعينها تملكني الخوف فغادرت الحقل مسرعا قاصدا اقرب نقطة حكومية للابلاغ عن الطائرة، وجاءت معي مجموعة من الحزبيين ورجال الامن لاستطلاع الامر واخبروني انها طائرة اباتشي اميركية، وابقوني معهم حتى وصل مسؤول كبير لا اعرف من هو، وطلب مني ان اقول ما سمعتموه على الفضائيات بانني اسقطت الطائرة ببندقيتي».

واضاف منكاش «لقد فهمت من صيغة حديث هذا المسؤول انه يهددني، وان التقاعس عن الواجب في هذا الموضوع يعتبر خيانة، ومعروف في العراق ماذا تعني كلمة خيانة، اي ان رقبتي هي الثمن اذا لم استجب لما طلبوه مني. وهكذا وقفت امام عدسات الكاميرا ورددت ما املوه علي بانني اسقطت الطائرة بمساعدة حفيدي الذي لا يتجاوز السابعة من العمر».

ونفى منقاش في الحديث ان يكون قبض مبلغ 100 مليون دينار عراقي مكرمة رئاسية من صدام حسين تقديرا لما عمله، وقال «يابه... لم اقبض لا مليونا ولا دينارا (واحدا)» لكنهم ابلغوني بانني رجل وطني دخلت تاريخ الدفاع عن العراق العظيم بمحاربة العدوان الاميركي».

وختم منقاش حديثه قائلا «انه في اليوم التالي جاءت رافعات وشاحنات الحرس الجمهوري ونقلت الاباتشي التي قيل انني اسقطتها الى مكان آخر».

وبعد مرور عشر سنوات على اللقاء الاول، قال مكاش في مقابلة عام 2013: كانت طائرة الاباتشي قريبة من سطح منزلي، وهي واحدة من عدة طائرات حلقت في سماء المنطقة، فأطلقت عليها النار من بندقيتي البرنو فهوت على مبعدة مئات الأمتار من منزلي.

وقال "لم أكن أدافع عن صدام حسين ولا عن حزب البعث إنما دافعت عن بلدي وأسرتي وأطفالي وأبناء عمومتي".

واضاف "سمعت أن النظام خصص لي 50 مليون دينار كهدية، لكنني لم أتسلم شيئا منها".

وعند الطلب منه أن يلتقطوا له صورة مع بندقيته البرنو التي قال إنها أسقطت الطائرة، صمت منكاش قليلا، قبل أن يقول "بعتها بعد أن مررت بظروف مالية صعبة".

وأشار الى مدى اعتزازه بتلك البندقية "نضطر تحت ظروف صعبة للتنازل عن أشياء نعتز بها".

وتوفي الحاج علي عبيد منكاش يوم 17 نيسان 2019 بقريته سنية كربلاء اثر مرض داء السكري.