قلعة كركوك
احسان فتحي - معماري عراقي متخصص في التراث
منذ سنتين

أبنية قلعة كركوك التاريخية تتهاوى الواحدة تلو الاخرى ..
والجميع يتفرج ...!


بعد الكارثة الكبرى التي دمرت قلعة كركوك التاريخية من قبل النظام السابق في عام 1996 بواسطة اكتساحها بالبلدوزرات والابقاء فقط على عدد من المساجد والمراقد وحوالي 80 دار تراثي متمركزة بعشرة مجمعات، اصبحت معالمها معزولة عن بيئتها التاريخية وازقتها ونسيجها الاجتماعي وتحولت الى هياكل شبحية خالية من الحياة ولا معنى لها.
مرت 26 سنة على كارثة القلعة وهي على حالها ويبقى مصيرها مجهولا... المشكلة الكبرى هو ان جميع الجهات المسؤولة على مصير القلعة وهم: الحكومة الاتحادية، محافظة كركوك، وبلدية كركوك، ومفتشية اثار وتراث كركوك، وحتى منظمات المجتمع المدني في المدينة، كلها اخفقت في صياغة خارطة طريق لمستقبل هذه الجوهرة التراثية... 
أكثر من ربع قرن وهم يتكلمون ويتناقشون... دون جدوى ودون تحقيق اي شىء على الواقع...البيوت بدأت تنهار واحدة تلو الاخرى لانها متروكة...
ها هو احد اقدم دور العراق...دار طيفور المذهل والمشيد في عام 1739 قد سقط مؤخرا واصبح كومة من الحجارة...وتلاه دار علي أغا الرائع ايضا وانهار...والدور الاخرى ستنهار كلها قريبا...
ما المشكلة؟  دعوها تنهار وتختفي من الوجود....انها مجرد اكوام مزعجة من الحجارة التي لا معنى لها...  اليس الافضل لديكم اعادة بناء القلعة بابراج حديثة ومولات وملاهي وحمامات ليلية للتدليك تدرعلى المستثمرين المتربصين اموالا وفيرة ؟
اليس الافضل ان تحولوها الى دبي صغيرة....؟
قولوها صراحة...ودعونا نرتاح...ونكف عن الصراخ والحزن الذي حطم ويفتت قلوبنا كل يوم...
كل لحظة... يسقط أثر... وتمحى ذكرى وذاكرة...
والله لم نعد نتحمل هذا الالم الي مزق قلوبنا ووجداننا...
بالله عليكم...الا تستحق هذه الجوهرة المعمارية العراقية الفريدة ان تستحوذ على واحد بالالف من المليارات التي تصرفوها على توافه الامور...؟
فقط واحد بالالف من ميزانة العراق لتراث العراق؟


احسان فتحي
معماري عراقي متخصص في التراث